اختتمت الأكاديمية الليبية للدراسات العليا في طرابلس يوم 9 ديسمبر 2025، فعاليات البرنامج التثقيفي التوعوي الذي حمل عنوان “المقاربة المبنية على حقوق الإنسان في إنجاز العدالة الانتقالية”. نُظم هذا البرنامج بشراكة استراتيجية مع مركز القانون الدولي الإنساني، ومنظمة “لا سلام دون عدالة”، وبمشاركة عدد من المؤسسات الأكاديمية والحقوقية.
حضور رفيع المستوى في الجلسة الختامية
شهدت الجلسة الختامية حضوراً مميزاً لشخصيات دبلوماسية وأكاديمية بارزة، مما يعكس أهمية الحدث، حيث كان في مقدمة الحضور:
- السيد نيكولا أورلاندو: سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا.
- السيد فرج فنيش: المدير الإقليمي لمنظمة لا سلام دون عدالة.
- أ.د. رمضان المدني: رئيس الأكاديمية الليبية للدراسات العليا.
- د. رمضان وادي: عميد مدرسة العلوم التطبيقية والهندسية.
- د. أسامة الطاهر: مدير مكتب التعاون الدولي.
- مستشارا الرئيس: م. مصطفى الخماس وم. محفوظ امريحيل.
كما حضر الفعاليات لفيف من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالشأن الحقوقي.
محطات البرنامج وتسلسل ورش العمل
امتد البرنامج ليشمل سلسلة من المحطات وورش العمل المتخصصة التي غطت جوانب متعددة للعدالة الانتقالية:
الانطلاقة: 7 أكتوبر 2025
شهد اليوم الافتتاحي في الأكاديمية الليبية مشاركة السيد عبد الله اللافي، عضو المجلس الرئاسي، إلى جانب السفير الأوروبي والمدير الإقليمي لمنظمة لا سلام دون عدالة. ركزت الجلسات الأولى على الأسس والمعايير الدولية للعدالة الانتقالية وأهمية الشهادات في هذا المسار.
المرحلة الثانية: 28 أكتوبر 2025
تضمنت هذه المرحلة ورشتين أساسيتين حول “النهج الحقوقي المندمج والشامل” و”كشف الحقيقة وفق المذكرة التوجيهية للأمين العام للأمم المتحدة”. شارك فيها خبراء مثل د. إبراهيم سلامة ود. فان بنشية وأ. خطاب خالد خطاب.
وقد قدم مركز القانون الدولي الإنساني مداخلة هامة من خلال ورقة بعنوان: “كشف الحقيقة كآلية لتحقيق العدالة الانتقالية في ليبيا – المسارات والتحديات”. تضمنت الورقة تحليلاً لآليات كشف الحقيقة، واستعراضاً لأبرز التحديات المحلية، بالإضافة إلى توصيات عملية لتعزيز مسار الحقيقة.
الورش الرابعة والخامسة: 8 ديسمبر 2025
تناولت الورشة الرابعة موضوع “العدالة الانتقالية وجبر الضرر”، حيث قدم المتحدثون (د. مصطفى السوري، د. حياة الورتاني، د. جازية شعيتر) إيضاحات حول الإطار القانوني لجبر الضرر وآليات التعويض ورد الاعتبار. أما الورشة الخامسة، التي قدمتها د. زهرة التيار، فقد ركزت على “ضمانات عدم التكرار”، متناولة الإصلاح المؤسسي، تعزيز سيادة القانون، وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع.
الجلسة الختامية: 9 ديسمبر 2025
جاءت الورشة السادسة بعنوان “نجاحات وإخفاقات التجارب الدولية – الدروس المستفادة”، بمشاركة خبراء دوليين ومحليين (Beatrice Chapaux، Pascal Turlan، د. حياة الورتاني، د. عبد المنعم الحر). شهد الختام عرض مخرجات الورش، والتأكيد على ضرورة تبني المقاربة الحقوقية في ليبيا، واختتم بتوزيع الشهادات على المشاركين.
التوصيات العامة للبرنامج
خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات الاستراتيجية لتعزيز مسار العدالة الانتقالية في ليبيا:
- تعزيز مسار كشف الحقيقة عبر آليات وطنية مستقلة واحترافية.
- وضع نظام شامل لجبر الضرر يشمل التعويض المادي والمعنوي ورد الاعتبار للضحايا.
- دعم جهود الإصلاح المؤسسي لضمان الشفافية والمساءلة.
- ضمان عدم تكرار الانتهاكات من خلال تطوير التشريعات وبناء الثقة.
- تعزيز الشراكات الفعالة بين المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية.
- رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية ومفهوم العدالة الانتقالية.
- إعداد قاعدة بيانات وطنية دقيقة لحصر الانتهاكات والضحايا.
